الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه logo إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.
shape
حوار هاتفي مع الشيخ أجراه عادل باناعمة
13588 مشاهدة print word pdf
line-top
كلمة للدعاة

- جزاكم الله خيرا. طيب فضيلة الشيخ عبد الله هل من كلمة موجزة تتوجهون بها إلى الدعاة؟
نعم. الدعاة هم الدعاة إلى الله تعالى، الدعاة إلى سبيله؛ قال الله تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ الدعاة إلى الله؛ قال تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا الدعاة إلى الخير؛ قال الله تعالى: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ أي يدعون إلى الإسلام، ويدعون إلى الأعمال الصالحة. الدعاة إلى سبيل الله تعالى؛ قال الله تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وقال تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ ووصف النبي -صلى الله عليه وسلم بقوله: وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا .
فنصيحتنا للدعاة أن يبذلوا ما يستطيعونه من الوسع والطاقة في سبيل دعوة المسلمين إلى الله تعالى، وتفقيههم بالكتاب والسنة، وبيان الحق لهم، ودعوتهم إلى الأعمال الصالحة. فأولا: يدعون إلى تصحيح العقيدة، وثانيا: يدعون إلى الأعمال الصالحة، وثالثا: يرغبون في الخير والتزود بالنوافل والعبادات، ورابعا: يحذرون أشد التحذير من المعاصي صغيرها وكبيرها، وخامسا: يضربون الأمثال لمن يدعونهم، ويبينون لهم العاقبة الحسنة التي إذا انتهجوها سلك الله بهم الصراط السوي ونجاهم من طريق أهل الغواية؛ فمتى كانوا كذلك رجي أن يهديهم الله، وأن يصلح أحوالهم.

line-bottom